Sunday, February 17, 2008

لاجل فلسطين ! لابد ان تخرج فتح من ازمتها قوية

لاجل فلسطين ! لابد ان تخرج فتح من ازمتها قوية
بداية لابد ان نقرر حقيقة ان القوة التي تمتلكها حماس سرها في اغلبه نابع من ضعف فتح ، وما كان لحماس لتبلغ ما بلغته لولا ما حدث ومازال يحدث في داخل حركة فتح ، ولابد لي ان اقرر ايضا أنه رغم من كل ما يحدث إن أقرب الفصائل فكرا وتكتيكا وحتى إستراتيجيا لحماس هي حركة فتح، كان هذا في الماضي ومازال في الحاضر، ولا زلت مقتنعا أن الخلاف بين فتح وحماس ليس غلى الثوابت او حتى في الوسائل السياسية المرحلية المختارة، وان سر الخلاف يقع في ما هو خارج فتح وخارج حماس والقوى الخارجية التي تتدخل في الشأن الفلسطيني والتي تحاول أن تهيمن على القرار الفلسطيني لمصالحها القريبة والبعيدة الظاهرة والمخفية.
ولابد أن أقرر حقيقة أخرى من أن التأييد الذي تتذرع به حماس داخليا وخارجيا ليس مبنيا على توافق أساسي وإقتناع بافكار واهداف وتطلعات حماس وبالتالي ليس أمرا دائما ومضمونا، فلا أظن أن سوريا البعثية العلوية المحاربة لكل ما هو إسلامي أصولي لها توافق أصلي ومتجذر ومصير مشترك مع حماس، أو أن إيران وحزب الله الشيعيين لهما مصالح حقيقية واهداف بعيدة مشتركة مع حماس، حتى انني لا أظن أن الشعب الفلسطيني باغلبيته يوافق حماس فكريا ، إلا أنه قام بمعاقبة فتح بإنتخاب حماس ، وقس على ذلك الحكومات العربية والاسلامية والتي ترى حقيقة في حماس تهديدا لها ولمصالحها ولعلاقتها مع شعوبها – مهما أظهرت تلك الحكومات عكس ذلك.
يجب علينا كفلسطينيين أن لا نسمح باضعاف حركة فتح أو تشرذمها، وأن نعي عمق تأثير ذلك على قضيتنا ومكتسباتنا وعلى قدرتنا على إبقاء قضيتنا قضية مركزية والا تصبح جزءا من الحرب الامريكية على الارهاب، أو أن نصبح عراقا او صوماليا ثانية أو حتى أن نصبح أفغانستان أخرى، لابد أن يبقى الفكر والنظر الفتحاوي قويا متماسكا، لان الفكر الاسلامي في العصر الحاضر لم يولد الا الاشكالات والتعصب والراديكالية وضبابية الرؤيا وصعوبة الالتقاء على فكر وسطي جامع، وحماس مهما كانت معتدلة فإن تربتها سرعان ما تنبت التعصب والتطرف ، وحركة حماس كحركة الاخوان المسلمين لا تملك السيطرة على إحتواء هذا التطرف الذي وفرت له التربة الخصبة.
إنني أؤمن أن في حركة فتح مجتمعة قوية عاقلة وسطية المنقذ لقضيتنا والحماية لنا من الوقوع في معارك طاحنة فيما بيننا تأكل كل مكتسباتنا إن خلت الساحة لحماس وبدأت تفرخ أفكارا غريبة الله فقط أعلم بخطورة ما قد يحدث لنا.
على قيادة فتح أن تعي خطورة المرحلة ونتائج خياراتها وسياساتها، وأن تضع لنا خطابا منقذا يضعها على بدايات التعافي واستلام القيادة وتعيد الامل لنا حتى نسير جميعا نحو التحرير والنصر، أو على الاقل حتى لا نقع في متاهات وقنوات مظلمة نكون جميعا فيها الخاسرين.
يجب الا تخشى فتح من حماس ومن شعبية حماس، يجب أن تمتلك فتح الثقة الكاملة من أن طرحها هو الاقرب لنا وأن الماضي قد مضى وأن فتح مازالت صاحبة الريادة والاجدر بثقتنا، وأظن أن فتح تخطئ إن جعلت جل سياستها مرتكزة على العداء لحماس وأن الحل هو في كيفية التخلص من حماس لا أن نهزمها بالفكر والطرح وكسب الثقة، وإنني في ذلك أثني على موقف الرئيس أبو مازن وارى أنه موفق وحكيم في معالجته لامر الخلاف القائم وابتعاده عن الطرح العسكري الدموي ومازال يقول "إخوتنا في حماس ..." والاخ قد يخطئ.
وعلى قيادات فتح ان توقف المعاتبة والملاومة على ما مضى وأن يبدؤا بالتخطيط للمستقبل وأعني مستقبل قضيتنا، وأن تعي القيادات أن العمل الجماعي القائم على مصلحة القضية يقتضي التضحية والتنازل وعدم التعصب للرأى، وأنه مع العمل والنضال يتم إصلاح الطريق والرؤى تتقارب، وأن التعافي من أمراض الماضي يأخذ وقتا والتسرع لا ينتج الا الكسر وتعميق الهوة والخلاف ومحصلته الضعف والتشرذم، فلا تأخذ أحدكم العزة بالرأى والوقت جزء من العلاج، قراراتكم ومواقفكم قد تقينا مصارع كثيرة.
ماهر محمد أمين

Saturday, February 16, 2008

هل استراتيجيو حماس يخطؤون في طريقة فهم ومواجهة حملة فتح

هل استراتيجيو حماس يخطؤون في طريقة فهم ومواجهة حملة فتح
ان طريقة فتح في الحملة على حماس امر نعرفه وعهدناه هنا بالغرب ولعله فات على حماس فهم هذا الاسلوب ووضع استراتيجية فعالة لمجابهة حملة فتح والتي يظهر انها مدروسة وبطيئة ولكن فعالة وتكسب زخما مع الوقت.
وملامح استراتيجية فتح والتي بدون شك وضعت من قبل خبراء الحملات الانتخابية الامريكيين والفرنسيين الذين يملكون خبرات عظيمة في اعادة الاحزاب التي خسرت خسارة كبيرة الى منصة السلطة بتحسين القبيح وتقبيح الحسن:
# فوز حماس في الانتخابات ونجاحها في المواجة العسكرية يعني ان حماس وصلت ذروتها وانه ليس لها الا ان تبداْ بعملية التراجع التي لابد منها.
# كون حماس في السلطة والحكم وفتح في المعارضة نقطة ضعف لحماس لانه سهل على المعارضة استجلاب الشفقة والظاهر ان فتح تستغل بنجاح هذه الميزة. وتعلم فتح ان صرف الناس عن حماس يحتاج عملا دوءبا لا يكل ولا يمل وذو رسالة بسيطة وواضحة فالتكرار يعلم الشطار. فاستراتيجية فتح مبنية على ان تراجع شعبية حماس امر حتمي ولكن لن يتحقق بعمل ضخم يحدث خلال فترة قصيرة.
# خطاب حماس يقع في اخطاء شائعة يقع فيها عادة الطرف المنتصر. فخطاب حماس يعتمد على " الفلسطينيون مسلمون وحماس تمثل القيادة الاسلامية المثلى" وعلى هذا تاخذ حماس تاييد الناس لها على انه مضمون ولا يحتاج من حماس بذل جهد كبير في تاكيد ذلك. وهذا خطأ قاتل. فقد رأينا كثيرا هنا في الغرب كيف خسرت احزاب الاغلبية لاحزاب صغيرة بعد توضيف هذه النقطة لصالحها.
# ادرك استراتيجيو فتح ان خطاب حماس موجه لانصارها وكأن حماس تظن أن اهل غزة حماس وحماس هم فقط أهل غزة. مما أعطى فتح مدخلا وقاعدة انطلاق جيدة لتوسيع تأثيرها وكسب الانصار.
# أدركت فتح أن حماس تظن أن " الحق واضح وهو حماس والباطل واضح وهو فتح" وان حماس لن تنشغل كثيرا في توضيح الواضحات. وحملة فتح استغلت ذلك لان ذاكرة الشعوب قصيرة ومن السهل جعل الناس يهونون امورا استعظموها وبالعكس وكذلك خلق قضايا تصبح عندهم هي الاعظم والاولى.
# مما لاشك فيه ان فتح تعمل ما تفعله الاحزاب بالغرب. وهو ان اذا اردت السلطة فيجب ان تعيش كأنك في حملة انتخابية مستمرة ساعة بساعة ولحظة بلحظة حتى ياتي يوم الانتخابات. وانه يجب ان لا تفوت فتح استغلال اي فرصة مهما صغرت لصالحها. ويبدوا أن حماس تعيش بروح المنتصر وان الحملة الانتخابية بالنسبة لها قد انتهت وتفترض أن على فتح ان لا تثير حملات ارباكية واستغلالية وان تسلم بالهزيمة وتسكت حتى تنتهي ولاية حماس ويأتي يوم الانتخابات.
# من الواضح ان استراتيجيو الغرب يوجهون فتح على ان تكون هي صانعة الحدث وان تكون حماس دائما في موضع رد الفعل. مما يعطي فتح القدرة على توجيه الاحداث. ومع خلق الاحداث المتكررة تراهن فتح على ان حدث واحد تخطئ حماس في الرد عليه بشكل مناسب قد يوأدي الى خسارتها وسقوطها ومع التكرار قد يحدث ما تخشاه حماس وتتمناه فتح.
# تقوم استراتيجية فتح على استمرار ارباك والتشكيك بمرتكزات حملة حماس القائمة على " الخطاب الديني العاطفي" و" السلطة فاسدة" و"الاستقرار الامني" . لذلك تقوم فتح باستغلال "صلاة الجمعة ...." ويسهل عليها وضع واستغلال اللباس الديني فهم الان يضعون القران والنشيد الاسلامي في منتدياتهم. ولنزع الثوب الاسلامي عن حماس لا يملون من تكرار من ان حماس"شيعية". ولعلها ايضا نجحت في جعل قضية فساد السلطة قضية غير اساسية وهمشتها. والظاهر ان حماس لم تدرك ذلك مما جعل خطابها بعيد بعض الشيء عن الناس وساعد على توسيع الفجوة بينها وبين الفلسطينيين. وفتح في محاولة دائمة لنزع الاستقرار والامن واظهار القطاع كأنه في حالة فوضى أمنية.
# لابد لحماس ان تعلم انه من حق كل الاحزاب ان تمارس استراتيجيات انتخابية كيفما واينما ومتى يشاوءن والتي تكفل للحزب الفوز بالانتخابات القادمة.
# يجب أن تعلم حماس وتعيش كانها في حملة انتخابية مستمرة ويجب ان تكسبها كل يوم.
# يجب ان يكون استراتيجيو حماس واعين ليس فقط لاهداف فتح ولكن ايضا لاساليبها وطريقتها في العمل.
# يجب ان تكون حماس قادرة على تغيير مرتكزاتها وشعارات المرحلة لتكون اقرب للناس وهمومهم. لان هموم الناس واولوياتهم ليست بالضرورة اولويات وهموم حماس. خصوصا انه من الظاهر ان فتح باستراتيجيتها الحالية هي التي تخلق الاولويات وتفرضها على حماس. والمرتكزات والشعارات التي لم تعد اولويات الناس على حماس ان لا تشغل وقتها بها لان ذلك يجعل حماس في واد والناس في واد اخر لتتلقفهم فتح فيشعروا انها البديل الافضل.
ماهر محمد امين

هل فقد حكماء فتح بوصلتهم واستاذيتهم

هل فقد حكماء فتح بوصلتهم واستاذيتهم
كانت مدرستنا الثانوية تعج بالافكار والتنظيمات الفلسطينية، وفي أحد المناسبات دعى أحد الفصائل إلى ترك صفوف الدرس والاعتصام في ساحة المدرسة، مما سبب ربكة وتخوف عند مدير المدرسة من إحتمال حدوث عنف أو إخلال في الحياة المدرسية في ذلك اليوم، فما كان منه إلا أن أتصل بصلاح خلف- أبو إياد- الذي حضر على الفور وخاطب الجماهير الطلابية العلمانية والشيوعية والاسلامية والبعثية بخطاب هدء الروع وأعاد النظام واشبع الرغبة الوطنية عند الجميع مما أنهى اليوم بسلام.
ولكن ما الذي يحدث لفتح أو لنقول لاستراتيجيي فتح اليوم؟ هل تحول المعلم الفتحاوي إلى طالب يحتاج التوجيه والتعليم؟
المتابع لما يحدث يلاحظ تغيرا في طريقة خطاب فتح ومعالجتها للمشاكل والافكار:
*خطاب مفكري فتح يظهر به الغموض وعدم الثقة والارتباك والخوف من مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، فالمتابع يفهم أن حماس لديها أرضية فكرية إسلامية صلبة وواضحة تعرضها بكل ثقة دون تردد، بينما يظهر أن مفكري فتح أفكارهم غامضة وكأنهم يخافون طرحها علانية وبوضوح.
*مفكري فتح لم يستغلوا فكرة أن الخلاف بين فتح وحماس هو لصالح فتح، إذ أن طروحات حماس الفكرية والعملية وصلت الان فقط إلى مستوى طرح فتح التقليدي، وأن ما تمر به حماس الان هو إعادة لما مرت به فتح منذ فترة طويلة، فحماس-كفتح- تؤمن بالمقاومة، فالمقاومة – بريادة فتح- هي سبب كل مكتسباتنا الحالية بما فيها إنتخاب حكومة حماس، وأيضا حماس تؤمن –كما فتح- بالمرحلية وصراع الكر والفر، وأن الصراع الفكري والسياسي لازم وليس أهون أو أقل صعوبة من الصراع العسكري أو أقل تضحية، فالمؤمن كيس فطن، فالعملية الاستشهادية صراع والصاروخ صراع والمفاوضات والتحالفات صراع والمرحلية صراع، والازم إتقان أدوات الصراع هذه كلها، ولعله غاب عن مفكري فتح أن عموم الشعب الفلسطيني يعي ذلك ويؤيده ويقدره.
*مع أن الطرح الفتحاوي أحكم وأعلم ومبني على خبرة ودراية، إلا أن فتح لم تحسن نقل الرسالة وإظهارها والدفاع عنها والتواصل وكسب الجماهير لجهتها، فالعيب ليس بالرسالة ولكن بناقلها، ومن ضعف النقل غياب الوجوه الجديدة والمقتدرة الهادئة اللاعسكرية واللاأمنية والتي تحاضر وتعرض-وليس بالضرورة تناقش- وتدعى إلى الندوات والمحاضرات الجامعية، وتعرض بهدؤ وطمأنة، ولا تُعْلم فقط بل تُعَلم وتثقف، كما كان رواد فتح وكما تفعل قيادات حماس الان، نستطيع إن نلحظ بسهولة كيف الشاب "أسامة حمدان" يخاطب الناس كمعلم وموضح وموسع للافق ومنبه وكيف أن متحدثي فتح يغلب عليهم الدفاع والضبابية بعض الشيء.
نريد رجال فتح المحاضرين والمنظرين والمعلمين والواثقين واسعي الافق محولي لحظات الضعف والارتباك إلى ساعات من الانتصار والامل وراسمي معالم الطريق معلمي الناس كيف ينهضون من الكبوات، باعثي الثقة والامل بدل اليأس والقنوط.
لماذا مثلا لا يخرق نبيل شعث أو غيره الصمت الفتحاوي ويؤصل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي بكافة جوانبه وتعقيداته وإرتباطاته الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية أبعادا وافاقا ومراحلا وبدائلا وتطلعات، لماذا لا تحول فتح النقاش إلى المباديء والافكار والقدرات بدل مضيعة الجهد بالحديث عن قضايا فساد وإعتقال هذا وذاك أو مؤتمر هنا أو هناك.
*مع تاريخ فتح العريق وانطلاقتها الفذة ورموزها الكبار ومكتسباتها وتضحياتها وصراعاتها التي خاضتها مقاومة ومحاورة، لا يتقن مفكري فتح إظهار ذلك وإستغلاله والبناء عليه وعرضه، والاعجب أن عموم الشعب الفلسطيني يعلم ذلك ويقدره بشكل عظيم، ويحفظ لها هذا العمل الجبار، فماذا علمت التجربة فتح وماذا أستفادت من الكثير الذي قدمته وتخبره؟ أين رجالات فتح التي تنظر إلى التاريخ فتعرضه وتعرض دورها فيه ليس كمتفرج سلبي بل كصانع وفاعل ومؤثر، ثم تبني عليه النظرة إلى الواقع وملامح المستقبل.
*إن لفتح قدرات صراع دولية وعربية أكبر من حماس، فحماس تشد بقسوة فإن دعتها الضروف للمناوشة السياسية غالبا ستكسر، أما فتح تشد بلين وحكمة وقدرتها على المناوشة والمناورة أوسع وأكبر وليست معرضة لضروف الكسر.
نتمنى في المرحلة القادمة أن يتغير خطاب فتح وتعود إليها ريادتها، فإنا نذوب لذلك الماضي حنينا.
والحياة كل الحياة والنصر كل النصر لشعبنا الفلسطيني.
ماهر محمد أمين

إلى متى يستمر إهمال واستغلال الشعب الفلسطيني من قبل حزبي فتح وحماس

مثل غيري لازلت متتبعا بألم وحيرة ما يحدث في غزة، وأنا على يقين أن الاغلبية العظمى منا نحن الفلسطينيين وغير المنتمين لاي من حزبي فتح أو حماس مازلنا نعجب وغير مستوعبين جيدا لما يحدث، والاعجب أن مثقفينا ومفكرينا ووطنيينا أصبحوا أيضا مستقطبيين حزبيا ومستميتين في الدفاع عن أحزابهم والتبرير لهم، وترك الشعب الفلسطيني وحيدا دون معين ليفهم ما يدور حوله وليتخذ مواقف لا تجعله ضحية لاحزاب مواقفها الظاهرة فيها الرحمة، إنها حقيقة للاسف كأن "كل حزب بما لديهم فرحين"، ولسان حالهم حزبنا فلسطين وفلسطين حزبنا، منطق الانظمة العربية، والفرد الفلسطيني ليس له الا الوقوف جانبا والانتظار ليلعب في النهاية دور الغنيمة السهلة التي تتبع الحزب المنتصر، وليبدأ بترديد شعاراته وتمجيد رموزه وتعظيمهم والترنم بخطبهم.
على ماذا يتقاتلون؟ أو على ماذا يدفعوننا أن نقتل بعضنا البعض؟ لنسالهم ماذا لنا بعد هذا العراك وبعد ان اقتل اخي وابن عمي؟ أنا لا أتسآئل عن ما سيربحه الحزب بقتلنا واراقة دمنا؟ فتعريف الانتصار عند الحزب هو الحكم والسيطرة وتكثير الاتباع ونشر الايديولوجية و الحصول على الامتيازات، فلنسالهم، بل لنلح بالسؤال، بل لنذهب أبعد من ذلك ونتوقف عن أي فعل –خصوصا القتل- حتى نسمع منهم وبوضوح دون ضبابية أو إنفعال أو سطحية أو الظن أننا لا نستحق أن يأخذونا مأخذا جديا ما مبرر الاقتتال وما سيجنيه الفلسطينيون من نتائجه، الا يستحق الدم الفلسطيني أن نقول لهم ونطلب من الحزبين أن يشرحوا لنا لماذا إن شاركناكم وقتلنا بعضنا البعض سيكون ذلك لصالحنا وسنكون –كشعب- نحن أخيرا المنتفعين، لنطالب باعلى الصوت إشرحوا لنا واظهروا بعض الاحترام لعقولنا فلسنا شاة تذبحونها متى واينما شئتم فقط لتحقيق أهدافا حزبية غير تلك المعلنة في برامجكم ورسائلكم، فالقارئ لتلك البرامج المعلنة المفعمة بالمثالية لا يفهم كيف يبرر الاقتتال بناءا على تلك مناهج.
أتسآئل أين المفكرين والاعلاميين والوطنيين والاسلاميين المستقلين ليشرحوا لنا ويرونا طريق الرشاد، أم أننا سنكون كالامريكيين الذين بدؤا الان بمسائلة مفكريهم واعلامييهم لماذا لم يقفوا بوجه بوش بحربه المدمرة ضد العراق؟ وأين كانوا؟ أم أنهم كانوا مستقطبين وابواقا لبوش، فهل مثقفينا وإعلاميينا هم أيضا مستقطبين؟
ما تقوله حماس أنها مع مشروع المقاومة، وبالمقاومة يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه، ولكن حماس ترى أيضا أن لا مانع من المفاوضات لهدنة طويلة الامد. وما الذي تراه فتح، هدنة طويلة الامد حتى تتوفر امكانية المقاومة، ولا أستطيع أن أفهم كيف لهذين موقفين أن لا يتوافقا؟ والمؤلم كيف يسفك الدم الفلسطيني لهكذا موقفين متقاربين؟ أم أنني ساذج وسطحي والخلاف أبعد واعمق؟ أم ماذا يا مثقفينا؟
نطالب بحقنا بالتوضيح، نطالب كل من فتح وحماس أن ياخذونا مأخذا جديا ويحترموا عقولنا ووطنيتنا ويتقدموا لنا بشرح واضح لموقفهم لا لبس فيه، فالدم أولا وأخيرا دمنا، لن يكفينا أن تقولوا اولئك فاسدين وأتباع دايتون ورجالات اوسلو أو القول بأن أولئك شيعة تكفيريين ومنقلبين على الشرعية! أيستدعي ذلك التقاتل، إشرحوا لنا لماذا قتلنا لبعضنا البعض يخدم قضيتنا كشعب ويحقق حلمنا بحياة كريمة عزيزة؟ ولا تنظروا الينا كاننا قواعدكم الحزبية والتي ليس لها الا التلقي والتنفيذ، ويا مثقفينا استمعوا لهم وافهموهم جيدا وقولوا للمحسن منهم احسنت واصبت والمراوغ المخطئ أخطأت، فنحن نقرأهم ونفهمهم من خلالكم، فأحسنوا لنا التوضيح والنصيحة.
فبصراحة واضحة إننا لا نرى أن أي من فتح أو حماس عرضت سببا مقنعا لما يحدث بيننا يستدعي سفك الدم الفلسطيني والادهى تغيب المثقفين، فإلى متى يستمر إهمال واستغلال الشعب الفلسطيني من قبل حزبي فتح وحماس.
ماهر محمد امين

Friday, January 11, 2008

تحديات تواجهنا

يشغلني كثيرا الهم والمصير العربي والاسلامي، واكثر ما يهمني ويدعوني لدوام الهم والقلق والحيرة أن ثوابت الامس والافكار المرحلية في تغير دائم وان لا جهد جدي مبذول لنقد الواقع لوضعنا على الطريق الصحيح نحو العافية. مازلت أرى أننا سطحيين وأن الغرب يسير بقدم ثابتة نحو أهدافه ونحن لسنا بعد على أول الطريق.